ÉCRITS SUR L’ART ET CRITIQUE

النّقد والمقال النّقدي في الفنون البصريّة

  • لئن تناول الباحثون في مختلف المجالات من الفنّانين والفلاسفة والعلماء والأدباء والنّقّاد هذا الموضوع بالبحث والتّحليل منذ النّصف الثّاني من القرن العشرين وصولا إلى الإنشائيّة في نهاية السّتينات من نفس القرن، فإنّه اتّخذ في السّنوات الأخيرة منعرجا حاسما لم يكن منتظرا، بل شكّل اليوم أزمة من أخطر الأزمات التي يعيشها الفن.

    إذا تناولنا النقد بمعناه الحرفيّ فإنّه يحيلنا إلى « Kritikos » بما هي قدرة على التّمييز وامتدادا تحيل إلى الفعل « نقد »، الذي يعني فحصا منهجيّا معقلنا وموضوعيّا، يتّصل باستكشاف المزايا والعيوب ويفضي إلى حكم قيميّي (معياريّ). وبذلك يكون النّقد موقفا ذهنيّا ينعكس في الفكر النّقدي الذي يتجلّى في التّركيز على مسألة معيّنة محدّدة، وتحليل الحجج، وصياغة الأسئلة التوضيحيّة أو المتنازع عليها وإيجاد حلول لها، ويقيّم مصداقيّة المصادر، وبناء استنتاجات واستخلاصات وتثمينها. ولا يتأتّى إنجاز ما سبق إلّا في الحالة التّالية: ففي سياق فنّي مخصوص ليس من اليسير إصدار حكم دون أن نكون على بيّنة بما يُفترض أن تتوفّر من مهارات نقديّة، أي أن نختبر الأثر موضوع الدّراسة الجماليّة والتّاريخيّة على سبيل المثال. ومن ثمّة فإنّه من الضّروري أن نحيط فهما بالحقل الفنّي، وبإنتاجاته في سياقاتها حتّى يتسنّى لنا ممارسة النّقد. ولكن كيف السّبيل إلى صياغة معيار لتقييم الفنّ في ظلّ ما هو جديد؟ في الوقت الذي يَمّحي فيه هذا المعيار التّقييميّ من تلقاء نفسه بما أنّه لا يتناسب مع القدرة على وضع تعريف لممارسات فنّيّة تكون دوما أكثر تفرّدا.

Articles similaires

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page