ربّما يثير تساؤلنا، وهو تساؤل مرتبط أساسا ببعض الظواهر التي نطلق عليها فنّيّة « أوّلا » ومعاصرة « ثانيا » في علاقتها بثقافة ما وهي أيضا بحكم ارتباطها الجدلي بهذه الظواهر تعتبر « معاصرة »، يثير هذا التساؤل جدلا في أوساط المهتمّين بمسار الفنون الراهنة إذا لم نحشر في هذه الأوساط عموم الناس المهتمّين بالفنّ عموما.
فهناك من « المثقّفين » من يدافع عن هذه الظواهر في عموميّتها ويجعلها مبشّرة بقيم جماليّة تقطع مع النظرة التقليديّة المكلّسة للقيم والمحبطة للإبداع و »تطالع بإسهامات الفنّ الثريّة في تأسيس مقوّمات لغة تشكيليّة تختلف عن الذاتيّة الجماليّة التقليديّة في اللغة والمفهوم » وهناك من يعتبر « أنّ الفنّ المعاصر هو عبارة عن دكتاتوريّة « الكمّي والزائل ». إنّ الحديث عن الفنّ المعاصر الذي سنأتي عليه لاحقا لا يمكن إلّا في إطار « ثقافة معاصرة » حيث أنّه لو أتى في زمن ثقافة أخرى « ثقافة القرن التاسع عشر مثلا » لكان لا شيء وهنا نتحدّث عن « الفنون الهرطقيّة » التي غزت الفضاءات العارضة للتجارب الفنّيّة في أوروبا وأمريكا وبدأت بغزو بلداننا العربيّة باسم المعاصرة.
Reviews
There are no reviews yet.