التّصميم الرّقمي والتّشكيلي فى عصر الصّورة والفنّ البصري

د.ت5 TND

Catégorie :

مقدّمة

يمكن تعريف الثقافة بأنها ما يبقى للإنسان عندما ينسى كل شيء ، وبلا شك فإن الصورة تنعم بقدرة البقاء الطويل في الذاكرة، فقد ينسى الإنسان كتاباً قرأه قبل عشرين عام، ولكنه بالتأكيد لن ينسى مشهداً بصرياً أو صوراً، لاسيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من الجاذبية والدهشة، وفي واقع الأمر، فإن المعرفة الإنسانية عموماً منسوجة من كتلة تصورات متفاوتة في تعبيراتها ودلالاتها ، وأن مسيرة المعرفة كانت مترافقة على الدوام مع زيادة الثراء التخيّلي والتراث البصري على طول التاريخ ، ويمكن نتذكر هنا مقولة أرسطو.. أن التفكير مستحيل من دون صور ، فالصورة كانت دائماً عنصراً هاماً في المسألة الفلسفية، ومدخلاً حتمياً للإجابة عن سؤال الماهية التي تعني هيئة الشيء، « حيث يتجلى بقاء الأشياء في استمرارها وما يبقى منها يتم الكشف عنه في الصورة (Image) حيث يتجلى فى الصورة ماهية كل شيء من نوع و جنس ما » . (هيدجر،1998، 34 )

تعتبر الفنون بكل مجالاتها وأنواعها وأشكالها وسائل اتصال هامة ، والصورة إحدى هذه الوسائل ، وعالم اليوم هو عالم الصورة التي سادت وهيمنت على كل وسائل الاتصال الأخرى ، بحيث أصبحت الصورة سلطة تخترق أنسجة المجتمع العالمي ، وأصبحت تتغلغل في الثنايا والأرجاء والأعماق المختلفة ، ناسجةً خلفها  أثراً تراكمياً قوياً وفاعلاً ، تدخل بلا استئذان في كل مكان ، متحدية المنع والمقاومة ، الصورة اليوم تملك ســحراً خاصاً ازداد يوماً بعد يوم وخاصةً بعد التقدم التكنولوجى المتسارع ، ثم جـاءت الرقمنة لتزيدها قوة على قوة ، فوقف أمامها الفرد محاوراً ومتلقياً ومندهشاً وصامتاً وفاعلاً ومستسلماً وسلبياً في آن واحد

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “التّصميم الرّقمي والتّشكيلي فى عصر الصّورة والفنّ البصري”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page