العرض المسرحيّ حدّث: فضاء يتشكّل

د.ت5 TND

Catégorie :

 

الكلمات المفتاحيّة :مسرحة الفنون التشكيليّة / تشكيل فنّ المسرح / الفضاء والفرجة المسرحيّة / الزّمان والمكان / الحركة والجسد

لم يكن الفنّ المسرحي بمعزل عن التحولات الكبرى التي شهدتها الحياة الفكرية والفنية بشكل عام والفنون التشكيلية بشكل خاص في نهاية القرن التاسع عشر. ولم تكن التحوّلات التي تشهدها الفنون التشكيلية هادئة ومتجانسة بل كانت سريعة ومتداخلة إلى درجة مربكة.

وأمّا بخصوص الفنّ المسرحي بالذات فلقد كان في مدار هذه التحولات الكبرى، بل كان بؤرة تنجذب إلى التّجارب والمحاولات سواء من خلال استنجاد المخرجين بالرّسّامين لإضفاء لمسة جماليّة على الفرجة المسرحيّة أو رغبة المخرجين المسرحيين أنفسهم في إنجاز مسرح حديث يساير هذه التّطورات وهذه التّحوّلات الكبرى بخصوص مسيرة الفن بشكل عام أو بخصوص تغيّر الذّائقة الفنّيّة لدى الجمهور. فلم تكن لفكرة الفضاء المسرحي L’espace théâtral لتتبلور بشكل جلي في التفكير المسرحي دون أن تتهيأ لها التربة النّظريّة اللاّزمة وأسئلة إعادة النظر في ممارسة المسرحيّة نفسها. ولم يكن لهذه الفكرة لتتجلى دون ثورة فكرية جماليّة وذوقية تمسّ جميع الميادين الفنيّة كلّها بما في ذلك الفن المسرحي. فليس تأثر الفنّ المسرحي بشكل عام والفرجة المسرحيّة بالخصوص بالفنون التشكيليّة ظاهرة اعتباطيّة ومجرّدة في نهاية القرن التاسع عشر بل جاءت نتيجة للهوس الشّديد عند المخرجين بالمفاهيم الجديدة للذوق والجمال في كامل مجالات الحياة الحديثة كردّة فعل مباشرة على مظاهر الحضارة التقنيّة الجديدة حيث تم حفر هوّة عميقة بين ما هو نافع وما هو جميل، وهي حالة لا يمكن مقاومتها إلاّ بفكرة « الجمال التشكيلي أولا وأخيرا » باعتباره ملاذا ومخلصا.

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “العرض المسرحيّ حدّث: فضاء يتشكّل”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page