المعادل الموضوعي في الخطاب الجرافيكي

د.ت5 TND

يشكل الارتباط الموضوعي أو ما يمكن أن يصطلح عليه بالمعادل الموضوعي في الآداب هو الوشيجة الموضوعيّة التي ترتبط بالمعنى ودلالاته من حيث الشّكل والمضمون وما ينتج عن هذه الوشيجة من إفصاح لمعالم المعنى وسبر أغواره، وما تطرأ عليه من تحولات انفعالية انعكاسيه، وقد ارتبط مفهوم المعادل الموضوعي ارتباطا وثيقا بالآداب ولفنون الادب بعد ان اطلق هذا المصطلح الشّاعر البريطاني (ت.س. اليوت)· من خلال اللّغة وتداولها ومكوّناتها الدّلاليّة وارتباطها مع بعضها البعض، وقد طرح (اليوت) مفهومه هذا في دراسته الشهيرة عن مسرحيّة (هاملت)· للكاتب الانكليزي (وليم شكسبير)، التي أطلق عليها عنوان (هاملت ومشاكله). وقد أطلقت مسميات اخرى على مصطلح المعادل الموضوعي في فنون الادب ومنها الموضوعية المتقابلة، الترابط الموضوعي فضلاً عن البديل الموضوعي. ولما كان الفنون البصريّة لاسيّما الخطاب الجرافيكي بوصفه نصاً أو خطاباً سردياً يحكي قصة ما أو يهدف الى شيء ما نستطيع ان ندركه من خلال عملية التحليل البصري لمكونات هذا الخطاب الجرافيكي او ذاك، من هنا جاءت محاولة الولوج الى فك شفرات الخطاب البصري الجرافيكي وتأويله حيث فعل المعادل الموضوعي او الارتباط الموضوعي بحسب (اليوت).

(ت.س. اليوت) (Eliot, T (Homas) S (Tearns)) ولد عام 1888م، شاعر وكاتب ومسرحي وناقد بريطاني، تخرج من جامعة (هارفرد) عام 1910م، وأكمل دراسته العليا في فلسفة اللغة، بعدها انتقل الى الدراسة في جامعة اوكسفورد وأكملها عام 1915م. كتب العديد من المسرحيات والدراسات اللغوية والنقدية. (Encyclopedia International, printed in U.S.A, 1963, part.6, p.397).

شخصية من أشهر الشخصيات، منذ ان شوهدت لاول مرة قبل أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، على خشبة مسرح لندن، لا شخصية واقعية بل شخصية خلقها خيال شاعر، فتجسدت في خيال الحضارة أكثر مما تجسد أي رجل عاش التاريخ وصنعه. هذه شخصية هاملت. انها أشد مآسي (شكسبير) صقلاً، وأكملها شكلاً واكثرها تنويعاً وحشداً. وهي تعتمد في الظاهر على فكرة بسيطة واضحة: هل سينتقم هاملت لابيه؟ ولكنها تبدأ بظلام منتصف الليل وتسير خلال ظلمات النفس وظلمات العقل، لتكشف لنا عن حب برئ ينتهي الى الجنون فالغرف، وحب فاسق يشق طريقه بالقتل والمكيدة، الى الحكم ثم السقوط بالدم، وشباب عميق الحس والفكر يجر الخطى نحو المأساة الاخيرة، حيث يكون انتقام المنتقم موته وموت الاخرين. ينظر: شكسبير، وليم: هاملت، تر: محمد رزاق، دار الشرق للطباعة والنشر، القاهرة، 2018م، ص5-6.

Auteur

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “المعادل الموضوعي في الخطاب الجرافيكي”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page