التّعليم العالي في الفنون والحرف وتحقيق أهداف التّشغيليّة وبعث المؤسّسات و العمل المستقلّ في تونس
ارتبطت التربية الفنية في الغرب منذ ستينات القرن الماضي بالتربية الثقافية وتم اعتبارهما من المكونات الأساسية في تربية التلاميذ وتكوينهم بما للفنون والثقافة من تأثير على نحت شخصية الشاب ومستقبله المهني. وعلى هذا الأساس أولت جميع النظم التربوية ولاسيما في بلاد المغرب العربي مع بعض الاختلافات البديهية عناية بالتكوين في الفنون والثقافة داخل المدارس والمعاهد وخارجها في دور الثقافة وأندية الشباب وفضاءات الترفيه.
أما في التعليم العالي سواء كان خاصا أو حكوميا فتتسم أغلب عروض التكوين ومسالكه بالتركيز على بعض الاختصاصات والتي من أهمها الفنون والحرف فضلا عن التراث والآثار والفن المسرحي والموسيقى والسينما وهي عروض تكوين موجهة بالأساس لحاملي شهادة البكالوريا آداب والذين لهم تكوين قاعدي أو أساسي في الفنون. لكن كيف ظهرت معاهد الفنون والحرف في البلاد التونسية؟ وماهي علاقتها بقضايا التشغيلية وبحث المؤسسات والعمل المستقل؟ وما مدى مساهمة الاختصاصات الفنية في التعليم العالي في التنمية الشاملة بالبلاد التونسية؟
نحاول في هذه الورقة، انطلاقا مما توفر لنا من معلومات وأرقام صادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تونس تتبع موقع التكوين في الفنون والحرف على مدى خمسين سنة من تاريخ التعليم العالي في البلاد.
[1]تقديم هذه الورقة في فعاليّات النّدوة الأولى “التّربية الفنّيّة والتّنمية الشّاملة “لقسم التّربية الفنّيّة بجامعة السّلطان قابوس: بسلطنة عمان أيّام 11و12و13 أفريل 2010.